الإنتقال إلى الديمقراطيّة مرحلة صعبة لا مفرّ منها

اخر تحديث : 26/06/2012
من قبل | نشرت في : تونس


أصدرت منذ فترة مؤسّسة مختصّة في سبر الآراء تقريرا مُفاده أنّ 42 % من التونسيّين يأسفون على عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وإن سلمنا بصحّة سبر الآراء هذا فإنّ الأسباب التي تدفع نسبة هامّة من التونسيّين إلى هكذا إحساس، هو الوضع الذي تمرّ به البلاد حيث انخفض عدد السيّاح الوافدين ممّا أثّر على قطاع السياحة التونسيّة، وتراجع المستثمرون عن الاستثمار في تونس بالإضافة إلى تفاقم نسبة البطالة وارتفاع الأسعار وانعدام الأمن، فضلا عن الانقسام الذي يشهده المجتمع التونسي أكثر من أي وقت مضى، حيث تعالت الدعوات التكفيريّة ومحاولة بعض الأطراف فرض آرائهم بالقوّة، كل هذه المظاهر جعلت المواطن التونسي يتساءل ما الذي جناه من هذا الربيع العربي؟
لكن وعلى الرغم من الوضع العام الذي تردّت إليه البلاد، والذي يبعث الإحساس بأنّنا لم نكن في وضع أسوأ ممّا نحن عليه أيام العهد السّابق، فإنّ الشعب التونسي قد ظفر بما لا يمكن لأحد أن ينتزعه منه في المستقبل، لقد ربح التونسيّون اليوم ما يؤهّلهم ليتبوّؤوا منزلة رفيعة بين دول العالم، وأي شيء أهمّ وأعظم من أن تفوز بالديمقراطيّة وحريّة التعبير؟!
نعم، لقد أصبح بإمكان المواطن التونسي اليوم أن يعبّر عن رأيه وأن يحتجّ ويطالب ويتظاهر وينتقد بكل حريّة ودونما أدنى خوف، فقد ولّى ذلك الخوف الذي كان يلازمنا طوال فترة حكم بن علي والذي زال بعد أن حقّق الشعب التونسي ثورته وكسب أثمن ثمار الثورة ألا وهي الحريّة، هذه الحريّة في التعبير عن الرأي هي الضمان الأكبر حتى لا تعود الديكتاتوريّة، لكن وبكل أسف الحريّة ليست مكسبا ماديّا، والشعب التونسي في عمومه لا يهتمّ إلا بما يخصّ حياته اليوميّة.
إنّ بناء اقتصاد قويّ يمرّ حتما عبر بناء ديمقراطيّة قويّة، وهذا يستغرق بعض الوقت، وفي أثناء ذلك سنمرّ عبر مرحلة حرجة نواجه خلالها بعض المشاكل حتى نستوعب فيها أسس الديمقراطيّة ونبني مستقبل أبنائنا حتى يتمكّنوا من العيش في حريّة وفي كنف المساواة.


Print This Post

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.