الشيخ « المنصف الجوادي » يوضح الإعجاز العددي في القرآن الكريم وإثباته لنبوة الرسول +(فيديو)

اخر تحديث : 13/02/2015
من قبل | نشرت في : الدين,تونس

sik
برهنت البحوث العلمية منذ عقود من الزمن وإلى غاية يومنها هذا على أن القرآن الكريم كتاب من عند الله سبحانه وتعالى أنزله على رسوله الأكرم « محمد صلى الله عليه وسلم » حيث كشفت آيات الله حقائق علمية قبل أكثر من 1400 سنة بما فيها حركة الكواكب والنجوم ونشأة الخلق ودوران الأرض وعلم الأجنة، لم يستطع العلم كشف حقائقها إلا في العقود والسنوات الأخيرة، وهو ما مهد لظهور دراسات اسلامية تعنى بما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن حيث حرص علماء المسلمين على توثيق وإحصاء الاكتشافات العلمية التي وردت في محكم التنزيل وتوصلت لها البشرية في العصر الحديث، لتكون بمثابة حجة وبرهان على صدق خير الأنام « صلى الله عليه وسلم » ودليل على أن القرآن كتاب من عند الله حيث يعجز البشر على إدراك ما جاء فيه من حقائق علمية لا تقبل الجدال قبل 14 قرنا، وأن تأتي في آيات نزلت على رسول أمي « عليه الصلاة والسلام » لم يعرف القرأة والكتابة.
وبالإضافة للإعجاز العلمي الذي ورد في كتاب الله عز وجل، فقد حملت آياته ما لا يحصى ولا يعد من معجزات والتي كان من بينها الإعجاز العددي في القرآن وهو أخذ بعض التكرارات والأرقام وأماكن الجمل أو الآيات والخروج بعملية حسابية معينة تعطي دلالات تظهر إعجاز الخالق في القرآن وتكون دليلا وحجة على أنه كتاب من عند الله.
ولمعرفة المزيد عن الإعجاز العددي في القرآن توجهت صحيفة Tunisien.tn للشيخ « المنصف الجوادي » إمام خطيب بجامع السيدة فاطمة ببن عروس والذي ألف كتاب « الإعجاز: في لفظي القسط والميزان في مقاربات معاني القرآن ».
وأوضح الشيخ « الجوادي » في بداية حواره أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في زمان كانت علاقة العرب فيه مع الحساب والأعداد بسيطة جدا ومحدودة حيث عبر عنها النبي « نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب » ، إلا أن القرآن عندما نزل اهتم بالأعداد والأرقام حيث ذكر كلمة « عدد » 57 مرة وكلمة « إحصاء » 11 مرة وهذا للدلالة على أهمية الرقم والعدد في القرآن الكريم، بالإضافة لورود كل الأرقام الضرورية للقيام بالعمليات الحسابية من 1 إلى 12 بالإضافة للعشرات والمئات والآلاف إلى جانب الكسور والأضعاف، وهو ما يثبت نبوة الرسول « محمد صلى الله عليه وسلم » حيث كان أميا ولا يعلم القرأة والكتاب والحساب خاصة وأن العالم بشكل عام والعرب خاصة لم يهتموا بالحساب وعلم الجبر إلا بعد قرون من بعثة النبي عليه أشرف الصلاة والتسليم.
وبين الإمام الخطيب بجامع السيدة فاطمة أن أهمية البحث في الإعجاز العددي في القرأن الكريم تكمن في أن ما تم التوصل له من معادلات حسابية وردت في ترتيب الآيات وذكر بعض الكلمات في السور، يكون حجة دامغة للمشككين في كتاب الله والمدعين بأنه كتاب لم ينزل من عند رب العالمين وأن النبي هو الذي كتبه، لآن النبي كان أميا في المقام الأول لا يعلم الحساب ثم أن القرآن نزل خلال 23 سنة إلا أن كلماته وآياته رتبت بشكل دقيق وهو ما يجعل من الإعجاز أن يكتب من قبل بشر إلا إن كان أعده بشكل مسبق، وهو ما يتنافى مع صفة أمية الرسول.
وأضاف الشيخ « المنصف الجوادي » أن العديد من العلماء والباحثين المسلمين خاضوا في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم، مشيرا إلى أن هذه البحوث تعتبر حديثة مقارنة بالبحوث والدراسات الخاصة بالإعجاز العلمي، نظر لعدم توفر التقنيات الحديثة في السابق من حواسيب وبرامج رقمية تساعد الباحثين على الخوض في الدلالات العددية والرقمية في القرآن.
وعن الاستنتاجات التي وصل إليها الشيخ الجليل، بين محدثنا، أنها قرابة 100 استنتاج 27 منها أوردها في كتابه « الإعجاز » الذي صدر في سنة 2013 وبقيتها توصل إليها بعد ذلك، والتي من بينها الآية 90 من سورة النحل « إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون » صدق الله العظيم، التي فسرها الشيخ « الطاهر بن عاشور » في كتابه « التحرير والتنوير » بأنها جامعة لأصول التشريع، حيث أمر الله فيها بثلاثة أوامر هي « العدل » و « الاحسان » و « ايتاء الذي القربى » ونهى فيها عن ثلاثة نواهي هي « الفحشاء » و « المنكر » و « البغي » ومن الإعجاز في هذه الآية أن كلمات الأوامر ذكرت في القرآن 24 مرة وهي تطابق نفس أعداد كلمات النواهي التي ذكرت أيضا بنفس العدد.
ومن الاستنتاجات والبراهين الأخرى ذكر كلمتي « الميزان » و « القسط » في 23 موضعا في القرآن بالإضافة لعدل الله سبحانه في ذكر « آدم » و « عيسى » عليهما السلام في القرآن حيث قال جلى جلاله في سورة آل عمران « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون » وهو ما يتجلى في عدد المرات التي ذكر فيها كل منهما في كتاب الله حيث ورد اسم « آدم » 25 مرة كما ورد اسم « عيسى » 25 مرة أيضا.
وأوضح الشيخ « الجوادي » أن الإعجاز العددي في القرآن الكريم من أبرز الحجج ومن أنجعها في إقامة الحجة على المشككين في كتاب الله وفي نبوة الرسول « محمد صلى الله عليه وسلم » لأن جميع الأشخاص بإمكانهم الاطلاع على القرآن والتثبت من صحة ما توصل إليه علماء المسلمين من استنتاجات في هذا المجال.


Print This Post

كلمات البحث :;;;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.