[1]
نظم اليوم الثلاثاء، حزب البناء الوطني ندوة صحفية في احد نزل العاصمة للاعلان عن مبادرته السياسية لحل أزمة البطالة وذلك بعد ان اعلن يوم 5 جانفي الجاري عن إطلاقه للحملة الوطنية « التشغيل استحقاق ».
وقال الأمين العام للحزب « رياض الشعيبي » إن الحزب أراد أن يطرح هذه المبادرة للحكومة وللمنظمات الوطنية والاحزاب السياسية وكل الأطراف المعنية بملف التشغيل، لعلها تساهم في حل جزء من معضلة البطالة التي يعاني منها جزء كبير من الشباب التونسي.
وكشف « الشعيبي » أن هذه المبادرة تضم أربعة نقاط أساسية أولها مراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية الواردة في قانون المالية لسنة 2016 وفي الوثيقة التوجيهية للمخطط الخماسي للتنمية، مشيرا إلى أن الحكومة أهملت في الوثيقتين القضايا الاجتماعية، مبرزا أن حزب البناء الوطني يريد من خلال مبادرته تصحيح هذه الخيارات حتى تكون مسألة التشغيل ذات أولوية مطلقة في اهتمامات الحكومة والنخبة السياسية تنعكس في سياساتها.
وبين « الشعيبي » أن النقطة الثانية من المبادرة تتركز على مقاومة الفساد والحد منه سواء تعلق ذلك بملفات قديمة تمكن من توفير موارد كبيرة يقع ضخها في خزينة الدولة وتستثمر لايجاد حلول لمشكل البطالة أو من خلال إيجاد آليات جديدة للحوكمة الرشيدة والشفافية للتقليص من نفقات التصرف في الميزانية العمومية وهو ما يوفر موارد إضافية تستغل لحل مشكل البطالة.
أما النقطة الثالثة فأبرز أمين عام حزب البناء الوطني أنها تتمثل في تفعيل التمييز الايجابي الذي نص عليه الدستور واتخاذ اجراءات مباشرة لبعض الجهات التي تشكو صعوبات تنموية سببها مخلفات السنوات السابقة والقيام بإجراءات تمييزية للشباب في هذه الجهات.
وقال « رياض الشعيبي » إن النقطة الرابعة والاخيرة في هذه المبادرة تتمثل في استعادة الثقة التي فقدتها الحكومة بسبب ضعف خطتها الاتصالية المستخدمة مع الشعب لان الارتجالية والارتباك التي ميزت عمل الحكومة واتصالها يمكن ان ينعكس على ثقة المواطن في الدولة نفسها حسب تعبيره.
وحول تقديم هذه المبادرة لرئاسة الحكومة أكد « الشعيبي » انفتاح الحزب على كل الدعوات وجلسات الحوار، مستنكرا معايير تعامل الحكومة مع الاحزاب السياسية حيث توجه الدعوة أحيانا للاحزاب الممثلة في البرلمان فقط وأحيانا اخرى تجلس مع أحزاب أخر البرلمان وليس لها أي وزن سياسي، مشيرا إلى أن التفاعل الكبير للشباب العاطل مع مبادرة « التشغيل استحقاق » ستظهر للحكومة موازين القوى الحقيقية للأحزاب السياسية.
ونفى أمين عام حزب البناء الوطني أن يكون الحزب يريد من هذه المبادرة المزايدة على الحكومة، مشيرا إلى أنها لا تندرج في سياق الشعبوية إنما جملة من الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها خلال الثلاثة أشهر المقبلة.