شهر « رجب »: الصوم والعمرة والزكاة بدع أم سنّن نبوية؟

اخر تحديث : 30/04/2014
من قبل | نشرت في : الدين,تونس

شهر رحب

شهر رجب من الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله تعالى: »إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ » (التوبة: 36).
وكانت العرب تعظم الأشهر الحرم قبل الإسلام فلا تقاتل فيها، حيث جاء الإسلام وعظم هذه الأشهر وجعل لها مكانة كبيرة قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شعائر اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ  » (المائدة 2 ).. أي لا تحلوا حرمات الله قاله عطاء. وقال حسن: ولا تحلوا دين الله.
وعليه فشهر رجب من الأشهر الحرم التي لها فضل في الإسلام، لكن مع ذلك لم يأمر الإسلام بأي عبادة في شهر رجب عن باقي الأشهر، ولم يخص شهر رجب بأي خصوصية زائدة عن باقي الأشهر، لكن نرى اليوم العديد من البدع التي حاكتها فئة فاتبعتها فئات أخرى، ومن ذلك الصوم والزكاة والاعتمار وصلاة الرغائب أو الذبح.

فالصوم جُنة، وهو عبادة روحية ترتقي بالإنسان وتسمو به، والصيام لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلّم ولا عن أصحابه » وقال ابن تيمية: « وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات ».
ولكن كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه، كان ذلك جائزاً بلا ريب، فالله أدرى بنوايا عباده.
كما يهتم بعض الناس بإخراج الزكاة في رجب لمزية له وهذا غير صحيح، بقول « ابن رجب: « لا أصل لذلك من السنة ولا عرف عن أحد من السلف… إنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب.
وقال « ابن العطار » : « وما يفعله الناس في هذه الأزمنة من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولها بشطره سواء كان رجبا أم غيره ».
ومن جهة أخرى، يحرص كثير من الناس على أداء العمرة في رجب اعتقادا منهم أن لها مزية خاصة في هذا الشهر عن سائر الشهور، والصحيح أنه لم يرد تخصيص رجب بالعمرة عن الصحابة ولا التابعين ولا العلماء، بل النص وارد بفضل العمرة في رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم: « عمرة في رمضان تعدل حجة ».
وقال الشيخ « محمد ابن إبراهيم » رئيس الإفتاء السابق في السعودية في فتاويه: إنّ تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من أعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع الحوادث.. ولذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه.
لكن لو اعتمر أي مسلم في رجب دون اعتقاد فضل العمرة في هذا الشهر فلا بأس بذلك.

ولكن وسط هذه البدع تتراءى لدى المسلم ضرورة الاستعانة بالفتاوى الإسلامية على أمور الدنيا ينتهل منها المسلمون تلمس الطريق الأفضل لما يجب عمله وما يجب تجنبه بكثير من الحالات التي تصادفه.


Print This Post

كلمات البحث :;;;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.