شهر شعبان الكريم ختام لصحائفنا فأقبلوا على العمل الصالح

اخر تحديث : 16/06/2013
من قبل | نشرت في : الدين,تونس

شهر شعبان
أظلنا عن قريب شهر كريم مبارك، شهر « شعبان » ، دعانا إلى الطاعة والعبادة والإحسان، شهر من أهم الشهور في السنه، لأن فيه ترفع جميع أعمال السنه إلي الله. لذلك يجب علي المسلمين الإكثار من العمل الصالح في هذا الشهر الكريم لأنه ختاما لصحائفنا حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم « انما الأعمال بالخواتيم  » .
فعن « أسامة بن زيد » رضي الله عنهما قال: « قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ
مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ
إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » رواه النسائي، وحسنه الألباني.
ومن اهم الاعمال في شهر شعبان المحببه إلي الله وإلي رسوله فيه هو الصوم، عن « عائشة » رضي الله عنها قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان » رواه البخاري:1833، ومسلم: 1956.
وقد اهتم الكثير من السلف بهذا الشهر العظيم فقال عنه « ابن رجب » رحمه الله: « صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه » .
ومن فوائد صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، حتى يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد اعتاد على الصيام فيدخل رمضان بقوة ونشاط.
وبما أن شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة، وقال « سلمة بن سهيل » كان يقال: « شهر شعبان شهر القراء » ، وكان « حبيب بن أبي ثابت » إذا دخل شعبان قال : « هذا شهر القراء »، وكان « عمرو بن قيس المُلائي » إذا دخل « شعبان » أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
كما ورد عن أهمية ليلة النصف من شهر شعبان، عن « أبي موسى الأشعري » رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ
فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ » رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، وفي رواية: « إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ » رواه البيهقي والطبراني، وحسنه الألباني، غير أن فضيلتها لا تعني تخصيص يومها أو ليلتها بعبادة.
وقبل أن نختم احبتنا نوصيكم ببعض الوصايا النافعة:
- الاقتداء برسول الله والتأسي به في طاعته لله تعالى، وكثرة صيامه في هذا الشهر الكريم.
- أن تسارع المسلمات الفضليات بقضاء ما عليهن من أيام رمضان الماضي؛ اقتداءً بأمهات المؤمنين زوجات النبي الكريم ؛ حيث كُنَّ يؤخِّرن قضاء رمضان إلى شعبان ليوافق صيام النبي في شعبان؛ وذلك لأنهن كُنَّ يشتغلن مع النبي عن قضاء ما عليهن من رمضان.
- أن يُقبل الجميع على كتاب الله تعالى تلاوةً وتدبرًا وتعبدًا وتخشعًا، فما هي إلا أيام ويُقبل علينا شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن الكريم.
- أن يسارع الإخوة الكرام، أئمة المساجد، الذين يؤمون المسلمين في صلاة التراويح، ويبادروا إلى مراجعة ما يحفظون من كتاب الله تعالى، وأن يشغلوا أنفسهم في شهر شعبان بهذا الواجب؛ حتى يكونوا في رمضان على أفضل حال.


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.