- - http://www.tunisien.tn -

ليلة القدر.. فضلها وعلاماتها والدعاء فيها

ليلة القدر [1]

ليلة القدر هي ليلة عظيمة، أنزل الله عز وجل فيها القرآن الكريم، بقول الله سبحانه وتعالى في سورة القدر « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ » .
وسُميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل، كما وردت في الحديث الشريف وكتب الدعاء جملة من الأعمال الخاصة بهذه الليلة التي يقدر فيها كل شئ وتقسم فيها الأرزاق.
وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاء ليلة القدر، ويستحب قوله في العشر الأواخر من رمضان، رجاء موافقة هذه الليلة المباركة.

وينبغي على المسلم الإكثار من دعاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهو 8 كلمات هي: «اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عنا » .

روى عن قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعِىُّ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الحَسَنِ، عَن عبد اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَن عَائِشَةَ، قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أقُولُ فِيها؟ قَالَ: «قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي » .

وثبتت ليلة القدر في السنّة النبوية كما في القرآن الكريم، ومن أدلّتها في السنّة الحديث الشريف: (إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمى بهِ فيها حتَّى يصبِحَ وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ*عن زرِّ بن حُبَيش عن أبي بن كَعب قَال: قال لنا رَسُولُ الله: « صبِيحةَ ليلةِ القدْرِ تَطلُعُ الشَّمسُ لا شُعاعَ لها؛ كأنَّها طِسْتٌ حتى تَرْتَفِعَ، وتطلع الشمس بلا وهج أو شعاع كما المعتاد).

ومن فضائل ليلة القدر:
1 – نزول القرآن الكريم فيها.
2 – أنها خيرٌ من ألف شهر، قال تعالى « لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ »، وقال مجاهد: عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر.
3 – نزول الملائكة والروح فيها: قال تعالى « تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ »، قال ابن كثير: أي: يكثر تنزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزّل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَقِ الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيما له، قال صلى الله عليه وسلم: « إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ».
4 – أنها سلام إلى مطلع الفجر: قال تعالى: « سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ »، عن مجاهد في قوله: « سَلامٌ هِيَ »، قال: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى. قال ابن الجوزي: وفي معنى السلام قولان: أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء ولا يُرسَل فيها شيطان، قاله مجاهد، والثاني: أن معنى السلام: الخير والبركة، قاله قتادة، وكان بعض العلماء يقول: الوقف على « سَلامٌ »، على معنى تنزُّل الملائكة بالسلام.
5 – من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: « ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ». قال النووي: معنى (إيمانا): تصديقا بأنّه حق، مقتصد فضيلته، ومعنى (احتسابا): أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بالقيام: صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها.