من أنوار التنزيل 29 : الآيات 45 و46 من سورة البقرة

اخر تحديث : 16/07/2014
من قبل | نشرت في : الدين,تونس

سورة ىالبقرة

بقلم الشيخ بشير طبابي

 

بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيـم ، إنّ الحمـد للّــه نحمــده ونستعيـنـــه ونستغفــره ونعـوذ باللّـــه مـن شـرور أنفسنـا وسيّئــات أعمـالنـــا ، مـن يّهـــده اللّـــه فــلا مضــلّ لـه ومــــن يضــلل فـــلا هـــادي لــه ، أشهـــد أن لا إلــه إلاّ اللّــه وحــده لا شــريـك لـه وأشهــد أنّ محمّــــدا عبــــده ورسـلــه وأمينــه علـى وحيـيــه وخيــرتـه مـن خلقــــه المبعــوث بالـدّيـن القـويــم والمنهـــج المستقيــــم ، أرسلـــه اللّـه تعـالـى رحمــــة للعـالميـن وإمـامـا للمتّقيــن وحجّـــــة علـى الخــلائــق أجمعيــن.
يقــول اللّــه تعــالـى فـي محكــم التنــزيــل. بعــد أعــوذ باللّـه مـن الشيطـان الـرّجيــم بســم اللّـه الـرّحمـان الـرّحيــم « واستعينــوا بالصّبــر والصّــلاة وإنّهـا لكبيــرة إلاّ علــى الخــاشعيــــــن (45) الّـذيـن يظنّـون أنّهــم مــلاقــوا ربّهــم وأنّهــم إليــه راجعــون (46) » أي أطلبــوا المعــونــة علـى أمــوركــم كلّهــا لتحمّــل مـا يشـــقّ علـى النّفــس مـن تكـاليــف شــرعيّــة وبالصّــلاة الّتـي هــي عمــاد الـدّيــن.
« وإنّهـا لكبيــرة » أي الصّـلاة شــاقّــة وثقيلـــة.
« إلاّ علــى الخــاشعيــــــن » أي المتــواضعيــن المستكينيـــن الّـذيـن صفــت نفــوسهــم للّــه تبــارك وتعــالـى.
« الّـذيـن يظنّـون أنّهــم مــلاقــوا ربّهــم » أي الّـذيـن يعتقــدون اعتقــادا جـازمـا لا يخــالــده شــكّ أنّهــم سيلقــون ربّهــم يـــوم البعــث وسيحــاسبهــم علـى أعمــالهــم.
« وأنّهــم إليــه راجعــون » أي معــادهــم إليــه يــوم الـدّيــن طلــب اللّــه منهــم فــي الآيــة الاستعانــــة بالصّبــر والصّــلاة ثــمّ قــال{وإنّهـا لكبيــرة ولــم يقــل وإنّهمــا فهــل المقصـــود الصّــلاة فقـــط أم الصّبـــر والصّــلاة معـــا . المقصــود الاثنــان معــا . وإنّمـا اقتصــر علـى واحــدة لأنّهمـا يــؤدّيـان نفــس العــلاج كقــولـه تعـالــى « وإذا رأو تجـارة أو لهــو » ولــم يقــل إليهمـا اشتراكهمـــا فـي نفــس العمــل وهــو شغــل المـؤمنيـن عـن العبــادة والـذّكـر فكــذلـك الأمــر للصّبــر والصّــلاة فــلا يتــمّ الصّبــر إلاّ بالصّــلاة وتتقــن الصّــلاة إلاّ بالصّبــر
والمـراد بالخشـوع فـي قـولـه تعـالـى « إلاّ علــى الخــاشعيــــــن » أي الخضــوع إلاّ لمــن تــرى فــوقــك بــلا منــازع وهـو مـا يجعلــك تستحضــر عظمــة الحــقّ سبحــانـه وتعـالـى وتعــرف ضــآلــة قيمتــك أمــام قــدرتــه جــلّ جـالــه فــي إبــداع هــذا الكــون الفسيـــح وتعلــم أنّمــا عنـــدك هــو فــي قبضـــت اللّـــه يسلبـــه عنــك فـي أيّ لحظــة لأنّنـا نعيــش فـي عـالــم الأغيــار.
فعلينــــا أن نخضــع لمــن يغيّــر ولا يتغيّــر جــلّ جــلالــه وعظمــــت قــدرتــه سبحــانــه وتعــالــى . واللّــه تبـارك وتعــالــى أعلــم والسّــــلام عليكــم ورحمـــــة اللّــــه تعـالـى وبـركـاتــه.


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.