هيئة الحقيقة والكرامة تنطلق رسميا في أعمالها +(فيديو)

عقدت اليوم الاربعاء، هيئة الحقيقة والكرامة ندوة صحفية في العاصمة، للإعلان عن إنطلاق أشغالها الفعلية بحضور عدد من أعضائها وعلى رأسهم رئيستها « سهام بن سدرين ».
وقالت « بن سدرين » في افتتاح الندوة الصحفية إنه على عكس ما روجت له بعض الأطراف، فإن الهيئة بدأت أعمالها منذ 6 أشهر أي منذ تنصيبها في جوان الفارط مشيرة إلى أن أعضاء الهيئة عملوا طوال تلك الفترة جاهدين من أجل تركيز جميع الإمكانيات الضرورية والتحضير لقيام الهيئة بأعمالها كما يقتضيه القانون، ولتكون الهيئة في مستوى التحديات المطروحة أمامها والمهمة التي أوكلت لها، بما في ذلك سن قانونها الداخلي وتركيز مقرها الرئيسي وهيئاتها الفرعية.
وأوضحت « بن سدرين » أنه تم إختيار يوم 10 ديسمبر للانطلاق الرسمي لعمل الهيئة لأنه يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الانسان، مؤكدة أن عمل الهيئة هو عمل حقوقي وليس قضائي.
وأشارت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة أن أعضاء الهيئة ركزوا بشكل كبير على تنمية قدراتهم المتعلقة بمهامهم بالرغم من أنهم جميعا من الحقوقيين ورجال القانون، وذلك من خلال التكوين في قرابة 40 هيئة ولجنة حقوقية حول العالم على غرار المغرب وتشيكيا والبيرو وجنوب إفريقيا، مبرزة أن التكوين في هذه الهيئات الدولية سيجعل الهيئة التونسية تتجنب الأخطاء التي وقعت فيها بقية الهيئات الدولية.
وأبرزت « بن سدرين » خلال كلمتها أن مهمة هيئة الحقيقة والكرامة تتمثل أساسا في تصفية تركة المنظومة الاستبدادية من خلال فهم ومعالجة ماضي انتهاكات حقوق الانسان بكشف حقيقتها ومحاسبة المسؤولين عنها وجبر ضرر الضحايا ورد الإعتبار لهم.
من جانبه قال عضو الهيئة « محمد العيادي » أن الهيئة واجهت العديد من الصعوبات قبل أن تنطلق في عملها الفعلي وعلى رأسها رفض عديد الأطراف لوجود هيئة للحقيقة والكرامة وهو ما تجلى في الحملة الإعلامية التي شنتها بعض الأطراف ضدها وطالبت بحلها قبل أن تبدأ أعمالها، بالإضافة للصعوبات المالية المتعلقة بضبط الميزانية وتركيز الهيئات الفرعية في مختلف ولايات الجمهورية الذي يحتاج تركيزها امكانيات مالية وبشرية كبيرة.
وأضاف « العيادي » أن من أبرز الصعوبات التي واجهت عمل الهيئة خلال الستة أشهر الفارطة، عدم توفير مقر قار للهيئة إلا بعد 3 أشهر من بدء أعمالها التحضيرية، مشيرا إلى أن الإنطلاق الرسمي لعمل هيئة الحقيقة والكرامة سيكون يوم الاثنين المقبل حيث سيتمكن كل من عانى من الاستبداد أو تعرض لمظلمة من تقديم ملفه إلى الهيئة لدراسته واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ومن جانبها عرفت عضوة الهيئة « علاء بن نجمة » خلال مداخلتها، قانون العدالة الانتقالية موضحة أن الغرض منه هو جبر الضرر والتعويض المادي والمعنوي للأشخاص والفئات والمناطق التي عانت من الاستبداد خلال فترة الدكتاتورية، مشيرة إلى أن ذلك لا يتم إلا من خلال كشف حقيقة الانتهاكات المرتكبة وإصلاح المؤسسات التي ارتكزت عليها الدكتاتورية عبر إعادة هيكلتها، ثم في مرحلة قادمة تحقيق المصالحة بعد محاسبة المسؤولين على الانتهاكات وجبر ضرر ضحاياها.
وأوضحت « بن نجمة » أن الهيئة ستصدر تقريرا سنويا حول أشغالها الذي يصدر بالرائد الرسمي وستقدم خلاله مقترحات تتم مناقشتها مع البرلمان بغاية تطوير وتحسين سير العدالة الانتقالية في تونس.

كلمات البحث :العدالة الانتقالية;سهام بن سدرين;هيئة الحقيقة والكرامة

نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.