« ما تشاوَرَ قومٌ إلاّ هُدوا لأرشدِ أمرِهم »

اخر تحديث : 20/12/2013

"ما تشاوَرَ قومٌ إلاّ هُدوا لأرشدِ أمرِهم"

أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالشورى بينهم بتقليب الآراء، ووجهات النظر في قضية من القضايا، أو موضوع من الموضوعات، واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة، وصولاً إلى الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج التي ترضي الجميع.
وفي هذا السياق، قال الله سبحانه وتعالى: }وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}آل عمران(159(، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم (ما تشاوَرَ قومٌ إلاّ هُدوا لأرشدِ أمرِهم) وبقوله أيضا (مَن أرادَ أمراً فشاوَرَ فيهِ امرءً مسلماً وفّقَهُ الله لأرشد أموره).
لقد ربَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وعودهم على التصريح بآرائهم عند مشاورته لهم حتى ولو خالفت رأيه، فهو إنما يشاورهم فيما لا نص فيه، تعويداً لهم على التفكير في الأمور العامة ومعالجة مشاكل الأمة، ولم يحدث أن عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً لأنه أخطأ في اجتهاده ولم يوفق في رأيه ومشورته.
فشاور صلى الله عليه وسلّم كلاً من « علي بن أبي طالب » و « أسامة بن زيد » رضي الله عنهما في قضيّة « الإفك »، وشاور الناس في كيفيّة التعامل مع من آذاه في عرضه الشريف.

وفي صلح الحديبية، كان النبي صلى الله عليه وسلّم قد عزم على الخروج إلى مكة، والصحابة يحلمون بعمرة يزورون فيها بيت الله الحرام، فلما علموا بالصلح والرجوع، حزنوا وتثاقلوا مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذبح الهدي والحلق، ظنا منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل من الإحرام أخذا بالرخصة في حقهم، وأنه سيستمر هو في إحرامه، فأشارت عليه زوجته « أم سلمة « رضي الله عنها بمباشرة النحر وحلق الشعر بنفسه، فسارع الصحابة رضوان الله عليهم لامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكان رأيها سديداً ومشورة مباركة.
تعمل الشورى على نشر الألفة بين أفراد المجتمع، وهي وسيلة للكشف عن أصحاب الرأي السديد، ومَنْ بإمكانهم وضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة، مما يفتح الباب للاستفادة من كل العناصر المتميزة في المجتمع.


Print This Post

كلمات البحث :;;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.