إعصار ساندي: ظاهرة طبيعية أم عقاب رباني!! (بقلم عبد الحميد منصوري)

اخر تحديث : 02/11/2012
من قبل | نشرت في : .,الدين,حول العالم

إن الله تعالى عاقب أقواما سابقين على كفرهم و طغيانهم و أذاهم لرسله كقوم نوح و عاد و فرعون فقوم نوح أغرقهم بأن فتح عليهم من السماء و الأرض ماء ففاض بهم و أهلكهم ، وقوم عاد أرسل عليهم الريح العاتية التي أهلكتهم في سبع ليال وثمانية أيام حسوما، وفرعون أهلكه الله بعدما التحم عليه البحر الذي شقّه موسى بعصاه … لكن الله الذي يعاقب الكفار المعتدين على دينه وعلى رسله ينجّي كذلك المؤمنين الطائعين ، فسبحانه و تعالى لا يعذب طائعا مؤمنا بجريرة كافر و لا مجدف  » وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  » ( الكهف)، و قد أغرق الله من كفر من قوم نوح و نجاه و أهله من المؤمنين برسالته يقول تعالى في كتابه المبين: « ونوحا إذ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ » (الأنبياء) .
، وقد نجى الله موسى و من معه و أغرق فرعون و زبانيته وحدهم ، قال سبحانه  » وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ  »
( البقرة) و نجى صالحا و من معه و أهلك ثمودا الطاغين الكفرة و نجى نبيه هودا ومن آمن معه وما أهلك إلا من كفر ، قال تعالى ٍ  » فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ  » (الأحقاف) دمر الله و عاقب المجرمين فقط و لكنه عزل غيرهم و نجى من آمن و اتقى .
و ما جعل الله الكوارث الطبيعية التي تحدث حاليا، عقابا إلهيا في حق البشرية، فلو صح ذلك لما ضرب التسونامي عددا من جزر الأرخبيل الاندونيسي، ولاقتصر فقط على الأماكن التي تنتشر فيها الدعارة والسياحة الجنسية مثل جزيرة « بالي »، وليس ذلك على الله بعزيز، ولكن الكارثة عصفت بالجميع، بين من كانوا ينامون في أحضان المومسات ، وبين من كانوا يؤدون صلاة الفجر في المساجد، و قد نجت بعض البنايات القوية البنيان من الهدم كبعض المساجد التي لم يعتريها غش البنائين و قد نجت كذلك القاعدة الأمريكية في المحيط الهندي لأن الأمريكان قبل أن ينشؤوها وضعوا في حسبانهم أن المنطقة تعرف حدوث الزلازل التي تتسبب في الأعاصير العنيفة ، فقد بقي المسجد صامدا و قاعدة الأمريكان الظلمة ، فلو كانت الظواهر الطبيعية كالزلازل و الفيضانات و الأعاصير عقابا ربانيا ما نجت قاعدة من قواعد الأمريكان .
 » وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى »( النحل)
عبد الحميد منصوري


Print This Post

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.
  1. ali dit :

    دائما تحلق عاليا ياستاد كالنسور .دمت واطال الله في عمرك

  2. إسماعيل سلمان dit :

    مقالم ماشاء الله وفي الصميم ومن بين أفضل ماقرأة

  3. زكريا نوار dit :

    بسم الله و السلام..
    مممكن أن يكون كلامك صحيحا فنحن لا نعلاف الغيب، و ممكن أن يكون عقابا فهو القاهر فوق عباده.
    و قد بعاقب الله المسلمين أيضا على ترك فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
    و قد يعم العقاب الجميع و يحشر الناس يوم القيامة على حسب نواياهم.
    و لكن بدل الجدل في أمر لا يفيد كان من الممكن التدبر في جندي من جنود الله إذا أراد العزيز أخذ القرى و هي ظالمة.
    تحياتي أخي عبد الحميد و دمت.

  4. حبيب منصوري dit :

    نحن نثق تماما في قدراتك فلا تبخل علينا بإطلالاتك هنا وهناك بمثل هاته المقللات يا أستاذ