كيف ننهض باقتصادنا؟؟

اخر تحديث : 30/09/2012
من قبل | نشرت في : .,الإقتصاد,تونس

كثر الحديث في الآونة الأخيرة على الأزمة الماليّة والإقتصاديّة التي تمر بها البلاد، ولئن كانت الأرقام والمؤشرات تدلّ بما لا يدع مجالا للشّك، أنّ الحالة سيئة جدّا وهي قابلة لأن تسوء أكثر، فإنّي أحتفظ ببعض من الأمل، و ليس الأمل في الحكومة ولا في رجال الأعمال وإنّما في المواطن التونسي، نعم هو الوحيد الذي يمكنه إعادة المسار الإقتصادي والمالي إلى طبيعته وذلك باتخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة والشرائيّة ، كأن يقاطع كل منتوج غير المنتوج المحلّي لما يوفّره ذلك من مواطن شغل ويد عاملة تونسيّة وبالتالي زيادة الإقبال على المنتوج التونسي يقابلها زيادة في الإنتاج وذلك ما سينعكس إيجابا على سوق الشغل في تونس، إضافة إلى ذلك سوف يكون لركود البضاعة المستوردة وقعا على الموردين الذين تعوّدوا الربح السهل على حساب المواطن التونسي الذي عادة ما تكون طاقته الشرائيّة محدودة لذلك يلجأ إلى هذه البضائع البخسة والتي هي في الحقيقة غير ذات قيمة ومتدنيّة الجودة، ولكن الظروف الماليّة للمواطن تجبره على الإقبال عليها إلاّ أنّه ينسى في المقابل أنّه قد يضطر لأن يشتري غير تلك البضاعة لأنّها في أغلب الأحيان محدودة الصلاحيّة .
ولست أساند هنا من يدعو إلى منع استيراد تلك البضائع بل أدعم فكرته في مجابهة توريد هاته النفايات و لكن بطريقة مختلفة تكون درسا قاسيا لهؤلاء المورّدين الذين يريدون إغراق الأسواق التونسيّة ببضاعة غير مطابقة للمواصفات و يتركون البضاعة التونسيّة للكساد، والبالي وجب القيام بحملة توعية واسعة النطاق سواء عن طريق التلفزات التونسيّة أو منظمة الدفاع عن المستهلك تشهّر بهذه البضائع الرخيصة و الغير مطابقة للمواصفات و ما قد ينجر من نتائج سلبيّة عن توريدها واستهلاكها، وإنّي إذ أقول هذا فإنّي أهيب بالمواطن التونسي الغيور على وطنه والذي تصادم مع أبناء وطنه من رجال الأمن خلال ثورة 14 جانفي لكي يسترجع حرّيته وكرامته من الديكتاتور المرتشي والمتحيّل أن يترك جانبا وإلى حين عودة الدورة الإقتصاديّة لمسارها الطبيعي كل الخلافات الإيديولوجيّة و المطالبات الرخيصة بالزيادة في الأجور أو القصاص أو ما شابه ذلك (ولست أقول العدول عن ذلك بل تأجيل ذلك إلى حين)إلى أن تقف البلاد من جديد وتسترجع عافيّتها الإقتصاديّة وذلك بعدم الإنسياق وراء التجاذبات السياسيّة وعدم تصديق أي وعود قد تكون في أغلبها وعود كاذبة وغير مبنيّة على دراية شاملة بالتحديات التي قد تواجهها أيّة حكومة قد تتولّى شؤون البلاد في الفترة القادمة وكما قال تعالى « إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم » ولذلك فإنّي إذ أؤكّد على وجوب تظافر الجهود للوقوف صفّا واحدا ضدّ الفساد والمفسدين والمتملّقين والإنتهازيين والوصوليين والباحثين على الكسب السهل والمستغلّين لظروف البلاد والمواطنين البسطاء منهم والفقراء والمهمّشين فإنّي أدعو كلّ من له المقدرة على حمل سلاح العلم والمعرفة والعقل وكل من يستأنس في نفسه القدرة على المقارعة بالحجّة والبرهان أن يقفوا صفّا واحدا وأن يوحّدوا جهودهم في محاربة الفساد بأنواعه بالكلمة الحقّ وهي السلاح الذي لا تنفذ ذخيرته فسوف يكون الله في عونه مادام هو في عون أخيه… دعونا نترك جانبا السياسيين للتناحر والتسابق والتلاحق على الكراسي فيما نحن نلتفّ حول بعضنا البعض ونسحب البساط من تحت أقدام بل كل من تبيّن لنا كذبه ونفاقه وندعم كلّ من وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لأن مصلحتنا من مصلحة وطننا العزيز وسلامنا في سلامه وأممنا في أمنه وحبّنا لبعضنا هو حبّ لهذا الوطن الذي ظلّ منذ 1881 تحت الإستعمار ولم يلق حظّه في الرقي والنمو والتطوّر وقد آن الأوان لكي نبني للأجيال القادمة مستقبلا يجعلهم يفخرون بأسلافهم الذين أنتجو ثورات الربيع العربي والذين خطّوا بحبر من ذهب في سجلّ تاريخ الأمم والشعوب أرقى قصّة حب «حب تونس الخضراء» التي لا يعرف قيمتها إلا الذي عاش بعيدا عنها…


Print This Post

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.