تسجيل 6 حالات انتحار في يومين …إلى أين

اخر تحديث : 10/04/2014

الانتحار

سجلت تونس في اليومين الماضيين 6 حالات انتحار في مختلف ولايات الجمهورية، 4 منهم يوم أمس الأربعاء واثنان يوم الثلاثاء.
وعن حيثيات الوقائع، فقد أقدمت طالبة جامعية تقطن بأحد أحياء مدينة قفصة أمس الأربعاء، على الانتحار بعد أن أضرمت النار في جسدها داخل مقر سكناها، كما أقدم شاب من منطقة « الطويرف » من ولاية الكاف على إضرام النار في جسده بسبب خلافات عائلية مما تسبب له في حروق بليغة من الدرجة الثالثة.
وفي حادثة غريبة حضر والد طفل على جثة ابنه الذي لم يتجاوز 9 سنوات تتدلى من شجرة زيتون في أرضه الفلاحية وكان معلق بواسطة وثاق.
كما توفي كهل بمنطقة « دوار هيشر » حرقا بعد أن سكب على جسده مادة سريعة الاشتعال أمام منزله وعلى مرأى من جيرانه بعد الاحتفاظ به لمدة 3 أيام بالعناية المركزة بمركز الحروق البليغة ببن عروس.
هذا وقد انتحر شاب في مدينة باجة شنقا عندما شنق نفسه يوم الثلاثاء في منزلهم، فيما انتحر شاب في طبرقة في نفس اليوم عندما أضرم النار في جسده.
يلاحظ أنّ ظاهرة الانتحار في تونس قد انتشرت في السنوات الأخيرة، طالت بالخصوص فئة الشباب بسبب إحباط أو مشاكل شخصية أو اقتصادية كضعف للمقدرة الشرائية وارتفاع نسبة البطالة، حيث رأوا في هذه الأسباب ذريعة لهم لوضع حد لحياتهم حرقا أو شنقا دون الالتفات إلى قول الله سبحانه وتعالى: « ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا  » (30 النساء).

كما اعتبر الشرع الانتحار من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، واتفق الفقهاء على حرمته، لأنه تعد على النفس التي حرم الله إلا بالحق، كما قرر العلماء أن المنتحر أعظم إثما ووزرا من قاتل غيره، وهو فاسق وباغ على نفسه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم: « مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً » رواه البخاري ومسلم.
ولعل ازدراء فئة من الشباب من الواقع المعيش يستدعي تفعيل دور المجتمع المدني والمنظمات للإحاطة بالشباب أكثر وتنمية جرعة الأمل لديهم كوازع نفسي لا يقتل الطموح بل يحييه لغد أفضل.


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.