خبير: تونس تضع صندوق النقد الدولي في القائمة السلبية لمقرضيها وليس العكس

اخر تحديث : 09/01/2024
من قبل | نشرت في : الإقتصاد,تونس

تونس وصندوق النقد الدولي

أكّد المختص في المخاطر المالية، مراد الحطاب في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن التمشي التونسي سليم باعتبار أن الأجندة التي يفرضها صندوق النقد الدولي على السلط التونسية بعنوان الإصلاحات تمثل سياسات موجهة نحو التقشف على حساب السيادة النقدية الوطنية وهو ما تسبب في ارتفاع التضخم و إقرار استقلالية البنك المركزي مما انجر عنه خسائر كبرى للدولة التونسية وتوجه واضح نحو أسعار صرف عائمة.

ولم يعتبر الحطاب توجه تونس بعيدا عما تعيشه المنطقة من تغيرات عميقة لسياق توجه عالمي كبير نحو الشرق والكتل الاقتصادية الصاعدة في العالم كبديل عن التعامل مع منظمات « بروتن وودز » التي لم تتغير مناهجها في استغلال الشعوب والإثراء على حسابها منذ عقود.
وبين الحطاب أنه بسبب تطبيق بعض الحكومات لسياسات صندوق النقد لاسيما على مستوى مرونة سعر الصرف فقد خسر الدينار 52 بالمائة من قيمته مقابل الدولار منذ 2013 مما تسبب في زعزعة القطاع الخارجي الذي استعاد عافيته مؤخرا بعد جهود مضنية.

كما ذكر الحطاب بأن استقلالية البنك المركزي تشكل جزء من إرساء السياسة الليبرالية لصندوق النقد بما يوسع سطوة الجهاز المالي وكارتلاته على الدولة التونسية بحجة توفير تسهيلات مالية لها، على حد تعبيره.

وشدد الحطاب على ان التعامل مع صندوق النقد ادى الى سقوط حر للعملة الوطنية بما أثر على الاقتصاد والشعب حيث ارتفع قائم الدين العام بنسبة تجاوزت 30.5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام خلال الفترة 2018/2013 كما ساهم التحول في مسألة الصرف في هذا الارتفاع في التداين بنسبة تقارب 19 بالمائة وانهارت عدة مؤسسات تبعا لذلك ابرزها الصيدلية المركزية وديوان الحبوب بحكم أنهما مسؤولان على استيراد منتوجات حيوية للتونسيين.

وأكّد المختص المالي أن عدة أطراف سياسية تتخفى اقتصاديا للقول بانه لا وجود لبديل عن صندوق النقد في حين ان البدائل كثيرة وقد اثبتت دول شرق اسيا نجاحها في البعد عن سطوة هيأت المال الدولية الامبريالية.

وأكد الحطاب ان الشبكات العالمية المعروفة باسم الشبكات العالمية للأمان المالي، تشكل بديلا محترما للتمويل والاستثمار وهي تتكون وفق تقديره، من عدة مستويات على غرار المستوى الثنائي من خلال اتفاقيات تبادل العملات الثنائية والمستوى الاقليمي من خلال آليات مالية اقليمية يضاف الى ذلك امكانية النفاذ للسيولة عن طريق الارصدة المالية الاقليمية واتفاقيات التبادل الثنائي فضلا عن وجود صناديق استثمارية لديها نفس الامكانيات المتاحة لصندوق النقد والتي تخول لتونس ولغيرها من الدول الصاعدة تنويع مصادر تمويلها بعيدا عن مخاطر الصدمات الخارجية وفي سياق يدعم خطوط دفاع الاتفاقيات المالية الاقليمية بشكل واضح.


Print This Post

كلمات البحث :;;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.