إلى متى تتواصل الحملة على تونس في وسائل الإعلام الفرنسيّة؟

اخر تحديث : 20/01/2013
من قبل | نشرت في : .,تونس,ثقافة و إعلام

تتعرّض تونس بين حين وآخر إلى حملة تشويهيّة ممنهجة تقودها وسائل إعلام فرنسية، بلغت ذروتها بالتقرير الذي بثته مؤخرا القناة الفرنسية الثانية، والذي صوّرت فيه بلادنا وكأنّها « إمارة سلفيّة جهادية » وربطت ذلك بالسياحة في إشارة خبيثة لضرب أحد ركائز اقتصادنا الوطني، وذلك باستعمال فزّاعة التيّار السلفي لبث الخوف في قلب من ينوي القدوم إلى تونس للسياحة، بل وصل بها الأمر إلى تحذير رعاياها من الذهاب إلى الجنوب التونسي، في حين أنّ بلادنا عرفت توافد قُرابة المليون سائح فرنسي لم يتعرّض أيّ منهم إلى أي مضايقة أو اعتداء بل أكّد العديد منهم أنّ صورة تونس مُغايرة لما تصوّره وسائل الإعلام لديهم.
الهجمة الإعلامية الفرنسية على تونس انطلقت منذ نجاح ثورتها، وتزداد وتيرة التشويه كلما تعارضت المواقف بين تونس وفرنسا لكنّ خطورة ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام الفرنسية هذه الفترة تكمن في يتزامنها مع الحملة العسكرية التي تشنّها القوات الفرنسية على الجماعات المسلحة شمال « مالي » ممّا يوقع القارئ أو المشاهد في الخلط بين واقع الدولتين.
المؤسف أنّ هذه الحملات التشويهية تمرّ في صمت حكومي مُبالغ فيه حيث لم نسجّل أي استنكار رسمي، أو تعليق على ما تروّجه هذه القنوات والمجلات، صمت ولا مبالاة نجدها عند الأحزاب أيضا والشخصيات السياسية بل إنّ منهم من يبادر بالتعامل معهم والإدلاء بالتصريحات والتدخل في منابرهم، ونشاهد الإشهار والإعلان لهذه القنوات في شوارعنا، الصمت الرسمي قطعه حملة على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الخاصة ببرنامج « مبعوث خاص » حيث تواترت التعليقات على ما تمّ بثّه في البرنامج بخصوص تونس.
كما إنّ من دواعي الأسف أن يستشهد البعض بما تروّجه بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي جانبت الحرفيّة والنزاهة، فنجدهم يروّجون أكاذيبهم ومغالطاتهم ويعتمدون عليها في تحاليلهم وقراءتهم لوضع البلاد، لا لشيء سوى أنّهم يختلفون مع هذا الطرف أو ذاك، ويعتقدون خطأ أنّ في فشل هذا الطرف نجاح لهم والحين أنّ الجميع يمتطي مركبا واحدا إذا غرق لا قدّر الله غرق معه الجميع ولات حينها الندم والأسف.


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.