مبادرة بلادي المزيانة 16 : باجة « مطمورة روما » + (فيديو)

اخر تحديث : 26/05/2014
من قبل | نشرت في : الإقتصاد,تونس

مبادرة بلادي المزيانة

تقع باجة على بعد 105 كم غرب العاصمة تونس وهي مدينة عريقة و من اكبر أهم المدن التونسية الداخلية ولقبت باجة المرتبطة بالفلاحة بـ « سلة خبز روما » أو « مطمورة روما » لخصوبة أراضيها و وفرة أمطارها و محاصيلها كما يمر منها أكبر نهران بتونس وادي مجردة و وادي الزرقاء.
وكانت تسمى « فاقا  »  » Vaga  » من قبل الرومان وتعني البقرة الحلوب أو تموّجات سنابل القمح في الحقول عند هبوب النسيم. ورغم ذلك يعتقد أن « فاكا » أو « فاقا » هو تحريف للإسم اللوبي أو الفينيقي للمدينة. ثم أخذت المدينة زمن الفتح الإسم الحالي « باجة » وهو مجرد عملية قلب أي ابدال حرف بحرف ليسهل النطق.
تعتبر ولاية باجة من أكثر المدن الثرية بالمواقع والمعالم الأثرية التي خلفتها حضارات عدة مرت بهذه الربوع .
ومن أبرز المواقع الأثرية بالولاية نذكر : باجة المدينة، عين زاقة، هنشير الفوار، الغيرية، الشرشارة، توكابر، شواش، سيدي مدين، هنشير الدبيك، عين طونقة، دقة وتيبار.
ويعود تاريخ معظم الأنقاض الظاهرة في المواقع المذكورة الى الفترة العتيقة أي الفترة البونيقية، الرومانية والبيزنطية والمتفحص للميدان يلاحظ وجود بقايا من كل الأزمان تركت في هذه الربوع ومواقع أثرية عدة تحكي تاريخ الحياة في تلك الفترة وأهمها نجد القصبة « باجة المدينة » وقد بنيت مكان حصن قرطاجي صغير سنة 17 ق م ثم فكك الرومانيون الحصن وبنوا ما يمكن أن نشاهد بقاياه اليوم ثم هدمه الونداليون سنة 448 م ورممها الامبراطور البيزنطي جوسيبتوس سنة 533 م وأضاف لها الحسينيون برجا سنة 1738 م ثم هدمت القوات الاستعمارية الفرنسية السور المحيط بالمدينة في بداية سنة 1881 ويعرف معلم القصبة اليوم ومنذ سنة 2005 أشغال تهيئة وترميم من قبل المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع الوكالة الوطنية لاحياء التراث والتنمية الثقافية والمجلس الجهوي بولاية باجة.
أما الجامع الكبير فقد بني من قبل الفاطميين فيما بين سنة 946 و953 اي في عهد الأمير اسماعيل المنصور وأدخلت عليه أشغال ترميم سنة 1922 م وكذلك سبيل باب العين الذي بناه وزير المالية يوسف صاحب الطابع سنة 1800م.
ومن المناطق الأثرية الغنية عن التعريف أيضا مدينة دقة وأطلال دقة شاهد على 17 قرنا من التاريخ وقد كانت أولى عواصم المملكة النوميدية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد وتتضمن ما يزيد عن 30 معلما وقع تحديده من بينها : المسرح « معبد الرحمة الأوغسطية » ، ساحة زهرة الرياح، معبد مركور، السوق، الحصن البيزنطي، معبد الكونكورديا إلى جانب « هنشير الفوار » الذي تقع أطلاله على حوالي 8 كلم شمال شرق باجة ويتمثل في بنية حضرية عتيقة هامة وهو ككل المواقع الأثرية القديمة يطغى عليه التواجد الروماني ولا يزال الى اليوم شاهدا..
أما « تيبار » فهي أيضا مدينة أثرية غنية بالمعالم وتسمى فيما مضى « تيباريس » تقع على بعد حوالي 2 كم جنوب قرية تيبار الحالية وتتضمن آثارها بقايا مبنى له قبو أغلب الظن أنه كنيسة عتيقة كما أن « عين زاقة » بنفزة هي أيضا من أشهر المواقع الأثرية في الجهة وأطلال عين زاقة قرب العين بنفس الاسم مياهها متدفقة بغزارة الى يومنا هذا وتعود الى فترة قبيل التاريخ وهي متمثلة في مجموعة من القبور المحفورة بالصخور. ومن أكثر المعالم بروزا هو الحصن العسكري البيزنطي الذي يزيد ارتفاعه عن 5 أمتار.


Print This Post

كلمات البحث :;

اقرأ المزيد ...


نعلم قراءنا الأعزاء أنه لا يتم إدراج سوى التعليقات البناءة والتي لا تتنافى مع الأخلاق الحميدة
و نشكر لكم تفهمكم.

Les commentaires sont fermés.